أخبرنا الذي خلق الجنة عن صفات الذين سيدخلون الجنة فقال الله عز وجلّ :
( ومَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ(40) سورة غافر
وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(13)أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(14) الأحقاف
وقال : ( إِلاّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا(60) مريم
فمن أسلم لله وعمل بما أمر الله واجتنب ما حرّم الله دخل الجنّة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الجنة مائةُ درجة ما بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض) [ صحيح البخاري
ما جاء في بيان ما أعدّ الله تعالى للمؤمنين في الجنه قول الله عز وجل:﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾. والتقي أيها الأحبة هو المؤمن المستقيمُ بطاعة الله عز و جل الذي يؤدي الواجبات ويجتنبُ المحرمات وقال تعالى: ﴿ يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾. وفي هذه الآيات بيان من الله عز وجل لبعض ما يلقاه المؤمنون في الجنة من النعيم. وفيها أيضا بيان أن المؤمن يدخل الجنة برحمة الله ومنّه وفضله، إذ العباد لا يخلقون شيئا من أعمالهم إنما خالق الأعمال وخالق كل شئ هو الله سبحانه وتعالى. وفي الجنه أيها الأحبة لا يوجد كذب ولا لغو ولا مستقذرات، فعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَبُولُونَ ولكن طعامُهُم ذلك جُشَاءٌ كَرَشَحِ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّكبيركَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ " رواه مسلم.
أما عباد الله الصالحين الأتقياء الذين وصلوا إلى الصلاح، فهؤلاء أعد الله تعالى لهم نعيما لم يطلع عليه أحد من الخلق لا الأنبياء ولا الملائكة حتى خازنُ الجنة لم يطلعْه الله تعالى على ذلك النعيم الخاص بالصالحين. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ "، واقرأوا إن شئتم قوله تعالى:﴿ فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بما كانوا يَعْمَلون ﴾ رواه البخاري ومسلم.
وفي الجنة أيها الأحبة لا يوجد إنسان إلا ويكون جميلَ الصورة فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أَوَّلُ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً لا يَبُولُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَتْفُلُونَ وَلا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ وَرَشَحُهُمْ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ (وهو عُودُ الطِّيبِ) أَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ ءادَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ " رواه البخاري ومسلم.
وأقل مؤمن في الجنة، نسأل الله تعالى أن يدخلنا إياها بلا عذاب، يكون له مثل هذه الدنيا وعشرة أمثالها فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم" إِنِّي لأَعْلَمُ ءاخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَءاخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الجنّة رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجلَّ له: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأى فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجلَّ له: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأى فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجلَّ له :اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بي أَوْ تَضْحَكُ بي وَأَنْتَ الْمَلِكُ، قال: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فكَانَ يَقُولُ: " ذَلكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً"
وفي الجنة أيضا من النعيم الذي أعدَّه الله للمؤمنين ما ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" إن للمؤمن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدة مجوّفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا " رواه البخاري ومسلم. ومما جاء أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الجنة قوله:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو في وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَقُولُونَ وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالاً " رواه مسلم.
وليُعلم أنّ الله عز وجل موصوف بكلام ليس ككلام البشر ليس لغة عربية ولا أعجمية لا سُريانية ولا عِبرانية ولا غيرَ ذلك من اللغات بل كلامه صفة له في الأزل هو متكلم ءامر ناهٍ فلا يتوهمنَّ متوهم أن الله يتكلم كالخلق يتكلم بكلام له بداية وله نهاية تعالى الله عن ذلك، وفي الجنة أيضا من النعيم الذي أعدَّه الله للمؤمنين ما ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن للمؤمن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدة مجوّفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا " رواه البخاري ومسلم. ومما جاء أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الجنة قوله:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو في وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَقُولُونَ وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالاً " رواه مسلم.
الجنه فيها ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر
وانظر الي كتاب الله عز وججل وسوف تجد
العديد من الايات التي تتكلم عن الجنه ونعيمها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا أهل الجنة في نعيم إذ سطع لهم نور ، فرفعوا أبصارهم ، فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة ، وهو قول الله تعالى : سلام قولا من رب رحيم ( يس : 58 ) ، فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ، ما داموا ينظرون إليه ، حتى يحتجب عنهم ، وتبقى بركته ونوره [ عليهم في ديارهم ] . رواه ابن ماجه وغيره
روى الترمذيّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ممّ خلق الخلق ؟ قال: (( من الماء)) قلت : الجنّة ما بناؤها ؟ قال)) :لبنة فضة و لبنة ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت , وتربتها الزّعفران ,من يدخلها ينعم لا يبأس , ويخلد لا يموت , ولا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم)).
وقد جاء أيضا عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه و أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا دَخلَ أهلُ الجَنةِ الجَنةَ يُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلا تَسْقَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا تَهْرَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلا تَبْأَسُوا أَبَدًا " رواه مسلم.
الموضوع من تحريري
